القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال (136) الميرزا يقر بان " لفظ التوفي اقامه الله مقام الاماتة" .

مقال (136) الميرزا يقر بان " لفظ التوفي اقامه الله مقام الاماتة" . 


إن المدخل الصحيح لدراسة المقصود من لفظ التوفي في شأن سيدنا عيسى عليه السلام هو العلم بالحقيقة و المجاز في اللغة و بخاصة في ألفاظ القرآن الكريم و كيفية التفرقة بينهما  .
فلقد أَنْطَقَ الله تعالى الميرزا الهندي مدعي النبوة بالحق ليدينه و يظهر دجله بلا شك .
 
لا أناقش الآن أحدا و لكن أعرض نصا من كلام الميرزا أراد الله أن يجعل الميرزا ينطق بالحق فيفتضح أمره في دجله في مسألة التوفي .

يقول الميرزا في كتاب"مكتوب أحمد"/1896 م ص 44 و 45 :
 ...."
"و أمّا لفظ التوفي الذي يفتشونه في اللسان العربية , فاعلم أنه لا يُستعمل حقيقةً إلا للإماتة في هذه اللهجة , سيّما إذا كان فاعلُه الله تعالى [و يكمل الميرزا الهندي في ص_45] و المفعولُ به رجُلا أو من النسوة , فلا يأتي إلا بمعنى قبض الروح و الإماتة . و ما ترى خلاف ذلك في كتب اللغة و الأدبية. و مَن فتّش لغات العرب , و أنضى إليها ركاب الطلب , لن يجد هذا اللفظ في مثل هذه المقامات إلا بمعنى الإماتة و الإهلاك من الله رب الكائنات , و قد ذكر هذا اللفظ مرارا في القرآن , و وضعه الله في مواضع الإماتة و أقامه مقامها في البيان "و يستكمل كلام الميرزا غلام أحمد لاحقا بعد التعليق.

التعليق : الجملة  " و وضعه  "أي التوفي" الله في مواضع الإماتة و أقامه مقامها في البيان " أي أن لفظ التوفي لفظ مستعار موضوع  في مواضع الإماتة بدلا من لفظ الإماتة لأداء معنى إضافي للإماتة, لا يؤديه لفظ الإماتة وحده , فإذا كان الأمر كذلك فمعلوم و من كلام الميرزا الهندي كما في إزالة الاوهام صفحة 287 أن اللفظ المجازي إذا استخدم فلا بد معه من قرينة لتبيّن أي الأوجه المجازية هو المقصود , لأنه لفظ ليس حقيقيا في موضعه الحالي المستعار له, أي مستعار بدلا من الإماتة , فقد يكون التوفي للنوم و قد يكون للموت و قد يكون لإعطاء الأجر و قد يكون لمجرد الأخذ التام و هذا الأخير هو المعنى الحقيقي الحرفي الموضوع في اللغة , فلذلك كله استوجب المجاز القرينة الصارفة لإرادة معناه الحقيقي الحرفي و هو الأخذ أو الإعطاء التام و لبيان المعنى الإستعاري غير الحقيقي المقصود للفظ .
و نكمل كلام الميرزا غلام أحمد :
" و السر في ذلك أن لفظ التوفي يقتضي وجود شيئ بعد الممات "
التعليق :
الوفاء معناه الإعطاء بالتمام و الكمال لحقٍ معلوم قبل الوفاء به , أي أن  الحق المعلوم هو في زمن ماض بالنسبة لزمن الوفاء به و ليس مستقبلا له .
و أيضا التوفي هو الأخذ التام الكامل لمعلوم ماضٍ بالنسبة لفعل الأخذ أي التوفي و ليس مستقبلا له و بالتالي كلام الميرزا غلام أحمد أن التوفي هو يقتضي وجود شيئ بعد الممات و هو الروح أو النفس هو من التدليس على الناس , حيث كما قلتُ أن التوفي يقتضي الوفاء بما مضى و ليس بما هو آتٍ في المستقبل و أن الروح تبقى سواء صاحبها مات حتف أنفه أو بالقتل أو بالغرق أو بأي وسيلة أخرى .
و هذا يؤكد أن اللفظ المجازي " التوفي " ما جيء به إلا لأنه يقتضي إضافة معنى جديد غير متوفر في اللفظ الأصلي المستعار بدلا منه و هو الإماتة و هذا المعنى الاضافي هو الأخذ التام بلا إبقاء لأي شيئ لمن وقع عليه فعل التوفي  أي الإعطاء التام للحقوق المفترضة , و بالفعل قد قال الميرزا غلام أحمد هذا الكلام أي أن التوفي هو الإعطاء التام للأجر أو الموت و ذلك في كتابه الإلهامي القطبي " البراهين الأحمدية " و هو كتاب كتبه –كما يدعي -  بقوة فوق العقل و أن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم باركه في الرؤيا المنامية سنة 1864 م ,  و قد  قال ذلك بنفسه و أن  الله تعالى هو ولي هذا الكتاب أي كتاب " البراهين الأحمدية " و قد سُمي " القطبيّ " من الثبات و الإنارة و الهداية و قد كتب هذا الكلام أي معنى التوفي الإعطاء الكامل أو الموت في 1883 م و هو يوحى اليه وحي النبوة – كما يدعي - من 1882 م.
و نكمل مع كلام الميرزا :
" فهذا رد على الذين لا يعتقدون ببقاء الأرواح بعد الوفاة , فإن لفظ التوفي يؤخذ من الإستيفاء , و فيه إشارة إلى أخذ شيئ بعد الإماتة و الفناء , و الأخذ يدل على البقاء , فإن المعدوم لا يؤخذ و لا يليق بالأخذ و الإقتناء "انتهى النقل
التعليق :
أولا: هذا إقرار من الميرزا غلام أحمد بان التوفي من الاستيفاء , و معلوم أن الإستيفاء هو الأخذ التام , و يؤكد هذا قول الميرزا غلام أحمد " و فيه إشارة إلى أخذ شيئ" فالميرزا لم يستطع إلا الإقرار بأن التوفي هو الأخذ و لكنه يصر على التدليس بقوله أخذ الروح أو النفس لما بعد الموت , و قد بيّنتُ أن التوفي و الوفاء و الإستيفاء لا يكون إلا لمعلوم ماضٍ بالنسبة لزمن الوفاء أو التوفي أو الإستيفاء و ليس في المستقبل .
و معلوم أن الميرزا غلام أحمد و الأحمديين يرون أن التوفي بمعنى الإماتة لا يقصد به إلا الموت حتف الأنف و ليس بأي وسيلة أخرى , و الموت حتف الأنف يقصد به في أعرافنا الموت الطبيعي أي من غير أي تدخل من أحد .
و قد ذكر الميرزا غلام أحمد ذلك التعريف مرارا و تكرار كما في كتابه " ازالة الأوهام " ص 292 .
و أعيد أن الله تعالى قد ذكر إنهاء الحياة للبشربأساليب عدة , منها الإماتة و منها التوفي , و منها الإهلاك و منها القتل , و منها الخلو , و في كل هذه الحالات فإن النفس أو الروح عائدة إلى بارئها و خالقها , و لا يشترط التوفي ولا الإستيفاء لبقاء الروح  , فعودة النفس أو الروح أمر محتوم للحساب في كل الحالات  فإما جنة و إمّا نار , لذلك فقول الميرزا غلام أن الله تعالى قد خص البشر بالتوفي بمعنى الموت لإثبات عودة الروح إلى بارئها كلام فارغ لا دليل عليه إلا محاولة تأكيد التدليس أن التوفي هو الموت بالمعنى الحقيقي الحرفي .
 كما أن القواميس العربية - و منها قاموس تاج العروس - الذي يقر به الميرزا قد قالت أن التوفي بمعنى الموت مجاز .
 
و الأن فإن  التوفي في حق سيدنا عيسى عليه السلام في الآية " إني متوفيك" لا يكون إلا لفظا حقيقيا بمعنى الأخذ التام لسيدنا عيسى عليه السلام و كذلك الرفع , و لا يصح أن يقال أنه الموت أو النوم لافتقاد القرينة الدالة على الموت أو النوم  .

د.ابراهيم بدوي
 3/3/2017

تعليقات

التنقل السريع